أماكن التنقيب عن الآثار في السعودية
التنقيب عن الآثار يُعرف بعملية المسح للآثار في مواقعها التي تم رصدها، والبحث عنها في مختلف المناطق، حيث إنّ المواقع الأثرية في المملكة هي تلك الآثار الثابتة والمنقولة والغارقة والمطمورة طالما كانت داخل حدود المملكة وفي المناطق الخاضعة لها البحرية، أو تحت ولايتها القانونية، على أن تمتلك خصائص أثرية بفعل التدخل البشري على مر العصور، وفي الفقرات التالية نوافيكم بنبذة عن أهم أماكن التنقيب عن الآثار في السعودية.
أماكن التنقيب عن الآثار في السعودية
إقرأ ايضاً:صورة تاريخية تثير الجدل: التعصب الرياضي بين "الشباب والنصر" وغياب الهلال من المشهد!استشاري سعودي يحذر من استخدام ابر التنحيف ويكشف عن هذه الاضرار الغير متوقعة !
حتى وإن امتد تاريخ الآثار والمواقع الأثرية لفترة حديثة متأخرة يجب ألا تقل مدتها عن 100 سنة حتى يُمكن اعتبارها من بين الآثار، ومن الجدير بالذكر أنّ المملكة العربية السعودية منذ آلاف السنوات شهدت تعاقب الكثير من الحضارات، بما خلق العديد من الآثار الخالدة والمتنوعة، وقد أشارت الإحصاءات إلى أنّ المواقع الأثرية المُسجلة في آثار المملكة والسجل الوطني الخاص بها حتى 2024 تأتي على النحو التالي:
- 8917 موقعًا أثريًّا في مختلف المناطق بالمملكة.
- 121 موقعًا في منطقة الباحة.
- 1533 موقعًا في منطقة المدينة المنورة.
- 1534 موقعًا في منطقة الرياض.
- 175 موقعًا في منطقة الجوف.
- 199 موقعًا في منطقة نجران.
- 211 موقعًا في منطقة القصيم.
- 269 موقعًا في منطقة الحدود الشمالية.
- 450 موقعًا في منطقة حائل.
- 651 موقعًا في منطقة عسير.
- 684 موقعًا في منطقة مكة المكرمة.
- 698 موقعًا في المنطقة الشرقية.
- 741 موقعًا في منطقة جازان.
- 910 مواقع في منطقة تبوك.
ومن الجدير بالذكر أنه تم تسجيل أغلب المواقع الأثرية في المملكة في سجلاتها بصفتها من بين أهم معالم الحضارة الإنسانية عبر التاريخ السعودي، حيث تشمل كل المراحل التاريخية والحضارية في المملكة، مع العمل على استكمال تسجيل بقية المواقع الأثرية.
متى بدأ التنقيب في السعودية؟
عزمت المملكة على البدء في عمليات التنقيب عن الآثار في عدة مواقع مختلفة خاصة مع بعثات الاستكشاف الأجنبية في الخمسينات من القرن العشرين، عند تعاون الحكومة السعودية مع معهد الآثار في لندن للكشف عن المواقع الأثرية خاصتها، وقد تطورت مسألة التنقيب عن الآثار في المملكة لتتخذ 4 محاور وهي:
- المشروع السعودي الألماني المشترك في منطقة تيماء شمال السعودية.
- المشروع السعودي البريطاني على امتداد ساحل البحر الأحمر.
- المشروع السعودي الفرنسي في مدينة الحجر الأثرية.
- المشروع الرابع يكون عن طريق علماء الآثار في موقعين، الأول هو آثار منطقة المابيات في شمال غرب السعودية، والثاني في موقع الخريبة منطقة العلا شمال غرب السعودية.
مشاركات عالمية في التنقيب السعودي
ثمَّة فرق بحثية واستكشافية تعاونت مع السعودية في عمليات التنقيب عن الآثار في أكثر من مكان بمنطقة تبوك، وهو ما يُعزز من دور المشاركات الدولية في التنقيب بالسعودية، فقد بدأت في 2017 على التنقيب، وكانت على النحو التالي:
- البعثة الألمانية تعمل في تيماء.
- فريق آخر مشترك يعمل في موقع "قرية" شمال مدينة تبوك.
- الفريق البولندي يعمل في قرية "عينونة".
- الفريق السعودي الفرنسي عمل في أول موسم له بمحافظة البدع.
- الفريق الياباني يعمل في وادي "المحرق".
وفي 2018 وصل عدد البعثات إلى السعودية التي تعمل في التنقيب الأثري إلى ما يزيد عن 40 بعثة دولية، حيث تم اكتشاف أنّ المملكة موطنًا للهجرة الإنسانية الأولى قبل 90 ألف عام، بما جعلها من الدول الرائدة على مُستوى عالمي في مجال البحث العلمي والتنقيب عن الآثار، وهو ما أدى إلى تحقيق قطاع الآثار السعودي إنجازات رائعة.
على أنّ الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تمكنت من استعادة ما يصل إلى 53 ألف قطعة أثرية خاصة بالسعودية من داخلها وخارجها، وتم تسجيلها في خريطة رقمية لأرشفة البيانات المتعلقة بها، وعلى جانب آخر توجد عمليات التنقيب والمسح وفق مناهج علمية حديثة تعمل على إرسال بعثات دولية مع عدد من الجامعات المتخصصة في الآثار، ومن بينها:
- جامعة فيليبس بألمانيا.
- جامعة فينا بالنمسا.
- جامعة كوينزلاند بأستراليا.
- جامعة نابولي بإيطاليا.
- جامعة هلسنكي بفنلندا.
- جامعة وراسو في بولندا.
- جامعتي كانازاوا وواسيدا.
- كلية وايتمان بالولايات المتحدة الأمريكية.
- جامعات يورك وليفربول وإكسترا في المملكة المتحدة، بريطانيا.
- المركز الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا.
- المركز الوطني للتراث الثقافي بالصين.
- المعهد الألماني للآثار.
- مؤسسة متوكو كاتاكورا باليابان.
مبادرة المكتشف الصغير في السعودية
لتعزيز أماكن التنقيب عن الآثار في المملكة تم إطلاق مبادرة المكتشف الصغير من قِبل هيئة التراث في وزارة الثقافة السعودية في 2022م، والتي تعمل على توعية صغار السن بأهمية عملية التنقيب عن الآثار، من أجل تعزيز صور المساهمة المجتمعية لحماية التراث الوطني، وتقوم على 3 مراحل وهي:
- المرحلة الأولى الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة.
- تستهدف المرحلة الثانية الأعمار من 13 إلى 15 سنة.
- تهدف المرحلة الثالثة إلى استمرارية مشاركة صغار السن في أعمال التنقيب.
الاكتشافات الأثرية الحديثة في المملكة
أعمال التنقيب في السعودية كانت على مدى واسع وبشكل مستمر، وقد توصلت إلى الكثير من الاكتشافات الهامة، ومن بينها اكتشاف الفريق السعودي الدولي في 2020 المنصرم آثار أقدام بشرية وفيلة وحيوانات مفترسة على أطراف منطقة تبوك حول بحيرة قديمة وجافة، وتبيّن أنّ تلك الآثار يعود تاريخها إلى أكثر من 120 ألف سنة، وهو ما يؤكد على أنّ أقدم وجود بشري كان على شبه الجزيرة العربية.
وعلى جانب آخر، تم العثور على آثار أقدام بشرية لحوالي 7 أشخاص، ونحو 233 أحفورة لبقايا عظمية لحيوان المها والفيلة، بالإضافة إلى حيوانات من فصيلة البقريات والوعول، وآثار حوافر جمال، كل تلك الاكتشافات الأثرية تعكس عمق إسهامات شبه الجزيرة العربية بُرمتها في التاريخ.
اكتشاف آخر تم العثور عليه في عام 2021م، وكان على يد علماء الآثار في محافظة العلا شمال غرب السعودية، وكانت تدل على وجود الكلاب المتعايشة مع البشر في شبه الجزيرة العربية، حيث تم العثور على عظام كلب في مدفن قديم، مُعاصر للمدافن المؤرخة شمال الشام، فقد كان استخدام المدافن في 4300 قبل الميلاد، فقد تم العثور على 26 قطعة من عظام كلب بالإضافة إلى عظام 4 أطفال و6 بالغين يعود تاريخها إلى الألفية الخامسة والرابعة قبل الميلاد.