أشار بدر بن سعود إلى أن بعض علماء الفيزياء الكمية، وفي مقدمتهم نظرية التراكب الكمي، قد أثبتوا أن العين البشرية يمكن أن تؤثر على الأشياء التي تراقبها.
إقرأ ايضاً:مبارك الحجيلان يفضح سرقة قصيدته من قبل أحلام: غنتها دون إذن! والأخيرة ترد: تحدث مع زوجي!شاهد شقيق فهد المولد يشارك صورة صعبة ويبعث برسالة قوية: 'خلاص قوم يا فهد'!
وقال إن هذه النظرية تدعم ما ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه: "العين حق"، حيث إن المراقبة المستمرة لأي شيء يمكن أن تغير خصائصه أو تؤثر عليه بشكل غير مرئي. وتستند هذه الفكرة إلى ميكانيكا الكم، التي تُظهر أن المراقبة قد تؤثر في المسار الطبيعي للأشياء، سواء كانت فوتونات، إلكترونات، أو حتى كتلة مادية.
هذا الاكتشاف العلمي يعزز الاعتقاد بأن الحسد ليس مجرد فكرة غيبية، بل هو ظاهرة يمكن أن تفسرها النظريات العلمية الحديثة، التي تؤكد أن التفاعل البصري والتأثير النفسي يمكن أن يغير مسار الأشياء.
العلم لا يقدم إجابات نهائية
وأوضح بدر بن سعود أنه لا توجد إجابات قاطعة في العلم، حيث يقدم العلم غالبًا مقاربات للواقع وليس حقائق مطلقة. على سبيل المثال، في القرن السابع عشر، قدم إسحاق نيوتن قانون الجاذبية، لكنه كان غير قادر على تفسير حركة كوكب عطارد، وهو ما أوجد ثغرة في فرضياته. وبعد 200 عام، قدم ألبرت أينشتاين نظرية النسبية التي فسرت حركة عطارد، ولكنها لم تقدم تفسيرًا كاملًا لبعض الظواهر مثل الثقوب السوداء أو بداية الكون.
وأشار أيضًا إلى أن هناك مساحات فارغة في الدماغ تُعرف بـ "المناطق الصامتة"، والتي يُعتقد أنها تصبح أكثر نشاطًا في حالات مثل الحسد أو الألم الروحي، مما قد يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الشخص المحسود.
الأشياء الأكثر عرضة للحسد
لفت بدر بن سعود إلى أن بعض المختصين يعتبرون أن الأشياء الجافة وغير الرطبة هي الأكثر عرضة للحسد. وأضاف أن من المهم الحفاظ على الأشياء التي تهم الشخص في حالة رطبة، وهي فكرة موجودة في الرقية الشرعية الإسلامية. كما أشار إلى أن في بعض البلدان مثل أرمينيا، يعتقد الناس أن البصق على الأشخاص أو الأشياء التي يعتقدون أنها محط حسد يمكن أن تقيها من التأثيرات السلبية.
كما قدم روبرت شيلدرك، أحد العلماء المعروفين، نظرية مختلفة حول الحسد، حيث قال إن الكائنات الحية محاطة بـ طاقة كهرومغناطيسية تحميها من الحسد والعين، لكن هذه الحماية لا تكون فعالة إلا في حالات بسيطة مثل الإعجاب الخفيف. أما في حالة التعلق الشديد أو الإعجاب المفرط، فإن الشخص يصبح قادرًا على تركيز طاقته النفسية بشكل مكثف نحو الشيء الذي يعجب به، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على الشخص المستهدف، ويتسبب في تعب أو مرض وربما حتى وفاة.
الحسد في الثقافات المختلفة
أكد بدر بن سعود أن الحسد ليس مقصورًا على الثقافات الإسلامية فقط، بل هو موجود في العديد من الثقافات والمعتقدات. على سبيل المثال، في الدين المسيحي، يُعتبر الحسد من الخطايا السبع المميتة التي تؤدي إلى الجحيم، وكان دانتي آليغيري في القرن الرابع عشر قد كتب عن عقوبات الحسدة في كوميدياه الإلهية، حيث ذكر أن عقوبة الحاسد هي خياطة أعينه بخيوط حديدية وسيرهم في طريق طويل نحو الجحيم.
أما في علم النفس، فقد تناول سيغموند فرويد الحسد في إطار التحليل النفسي، معتبرًا أنه يرتبط بالصراع الجنسي، حيث يربط الحسد في المرأة بعدم اكتمالها وافتقادها للعضو التناسلي الذكري. لكن هذا التفسير قوبل بمعارضة واسعة. بينما اعتبر أرسطو أن الحسد ليس ملموسًا في العالم المادي، ولكنه يؤدي إلى تصرفات سلبية مثل العنصرية والجرائم.
عقوبات الحاسد وأثر الحسد على الشخص المحسود
وأضاف بدر بن سعود أن الفقيه الإسلامي أبو الليث السمرقندي ذكر في كتابه "تنبيه الغافلين" أن الحاسد يتعرض إلى عقوبات قبل أن يُصيب الشخص المحسود. هذه العقوبات تتجلى في شكل غم دائم، مشكلة لا حل لها، وسخط الله على الحاسد، وهي أمور تؤثر سلبًا على حياة الشخص الحاسد.
وفي مجال علم النفس، أشار ريتشارد سميث إلى أن الحسد يرتبط بـ الإحباط و القلق و الاكتئاب، ويشعر الحاسد دائمًا بـ الدونية ويعيش حالة توتر مستمرة بسبب المقارنات الاجتماعية.
مقياس سميث للحسد
وفي دراسته حول الحسد، طور ريتشارد سميث مقياسا يعرف بـ "مقياس سميث للحسد"، والذي يتضمن ثمانية أبعاد رئيسية، منها: الشعور بالدونية، العداء، الاستياء، الرغبة في الإضرار، المقارنة الاجتماعية، الشعور بعدم العدالة، الاستياء من الذات، والرغبة في تحسين النفس. أظهرت دراسة عربية أجريت على المقياس أن 85% من المشاركين يشعرون أنهم محسودون، و40% منهم يقارنون حياتهم دائمًا بالآخرين.
الدراسة المحلية المطلوبة
اختتم بدر بن سعود مقاله بتأكيده على ضرورة إجراء دراسة محلية شاملة حول الحسد في المجتمع العربي، مشيرًا إلى أن نتائج الدراسة ستكون صادمة إذا كانت الإجابات صادقة، خاصة إذا لم يحاول المشاركون التجميل أو إظهار صورة مثالية.
من خلال هذا المقال، أكد بدر بن سعود أن الحسد ليس فقط ظاهرة اجتماعية أو دينية، بل هو موضوع له دلالات علمية ونفسية، ويمكن تفسيره من خلال النظريات العلمية الحديثة التي تُظهر التأثيرات النفسية والجسدية لهذه الظاهرة.