مصر تحقق قفزة اقتصادية كبيرة: اكتشاف أضخم حقل غاز عالمي يضعها في منافسة قوية للسعودية
في إطار مساعيها لتحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية في المنطقة، حققت مصر قفزة نوعية مؤخرًا مع اكتشاف حقل الغاز العملاق "ريفين" في غرب دلتا النيل، وهو ما أثار تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد المصري، بل وفتح الباب لمناقشات حول إمكانية تجاوز مصر لعدد من التحديات الاقتصادية واللحاق بالدول الكبرى مثل السعودية من حيث الثروة والنمو الاقتصادي.
إقرأ ايضاً:خبر سار : موعد صرف رواتب موظفي القطاعين الحكومي والخاص ديسمبر 2024 بالسعودية ! تفاصيلخصم استثنائي يصل إلى 24%: الصندوق العقاري يفاجئ مستفيدي الإقراض المباشر بعرض جديد
هل يمكن لمصر أن تتفوق اقتصاديًا على السعودية؟
مع إعلان مصر عن اكتشاف حقل الغاز الضخم "ريفين"، تتزايد التساؤلات حول قدرته على تحويل مصر إلى مصدر رئيسي للطاقة في المنطقة، خاصة في ظل التوقعات بزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي بشكل كبير. إذا تمت الاستفادة المثلى من هذا الحقل، قد تزداد قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بل وتصدير الغاز إلى الأسواق العالمية، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية.
حقل ريفين للغاز: ثروة تحت البحر المتوسط
يعد حقل "ريفين" من أهم الاكتشافات الغازية في مصر. يقع هذا الحقل في منطقة غرب دلتا النيل البحرية بالبحر المتوسط، ويشمل 5 حقول تحتوي على 25 بئرًا. يتم تطويره بالشراكة مع شركة "بي بي" البريطانية، التي تشرف على عمليات الحفر والتنقيب. الحقل يمثل جزءًا من استراتيجية الحكومة المصرية لزيادة حجم الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي وتلبية الطلب المحلي المتزايد، خاصة في قطاع الكهرباء.
الاستثمارات والآفاق المستقبلية
تسعى مصر إلى زيادة إنتاج الغاز من حقل ريفين عبر الحفر المستمر للبئرين "غرب ريفين-4" و"غرب ريفين-5". من المتوقع أن يضيف هذا الإنتاج الجديد حوالي 200 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، ما يعزز قدرة البلاد على الوفاء باحتياجاتها المحلية. كما يهدف المشروع إلى تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج المكثفات من الغاز، والتي ستصل إلى 8 آلاف برميل يوميًا مع نهاية العام المالي 2024-2025.
ومن الجدير بالذكر أن استثمارات ضخمة، تقدر بنحو 200 مليون دولار، مخصصة لحفر هذه الآبار. كما أن حقل "ريفين" يرتبط بالعديد من المشروعات الكبرى الأخرى في مجال الغاز والنفط، بما في ذلك الربط مع مجمع غازات الصحراء الغربية، ما يسهم في تعزيز قدرة مصر على الاستفادة من مواردها الطبيعية.
الآمال والطموحات
على الرغم من أن مصر تعيش حالة من الاكتفاء الذاتي من الغاز حاليًا، إلا أن هناك تحديات مستمرة، خاصة في ظل انخفاض إنتاج بعض الحقول مثل "ظهر". لذلك، يعد حقل ريفين بمثابة خطوة هامة نحو استعادة التوازن في الإنتاج الوطني، وتجاوز الأزمات المتعلقة بنقص الغاز المحلي.
هل يمكن لمصر تجاوز السعودية؟
بالطبع، لا يزال من المبكر الحديث عن تفوق مصر على السعودية من حيث القوة الاقتصادية بشكل عام، لكن ما لا شك فيه أن اكتشاف حقل ريفين قد يساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المصري، ويوفر له فرصة لتعزيز مكانته كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة. إذا استمرت مصر في استثمار مواردها الطبيعية بشكل جيد، فقد تصبح في المستقبل القريب منافسًا قويًا للسعودية في مجالات الطاقة والصناعات المرتبطة بها.
في الختام تمثل الاكتشافات الجديدة مثل حقل ريفين أملًا لمصر في تحسين وضعها الاقتصادي، خاصة إذا استطاعت استغلال هذه الثروات بشكل استراتيجي، ما قد يفتح لها أبوابا جديدة في الأسواق العالمية ويعزز من استقرارها المالي.