اكتشاف تاريخي في السعودية: العثور على قرية النطاة في واحة خيبر يثير اهتمام العلماء
في خطوة مهمة في مجال الاكتشافات الأثرية، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن اكتشاف فريد من نوعه في شمال غرب المملكة، حيث تم الكشف عن "قرية النطاة" في واحة خيبر.
إقرأ ايضاً:نيمار يكشف تفاصيل إصابته مع الهلال: "الأطباء كانوا قد حذروني"دراسة جديدة تكشف عن فوائد البيض وأضراره: احذر الإفراط في تناوله !
هذا الاكتشاف جاء في إطار مشروع استكشافي موسع تحت اسم "خيبر على مر العصور"، وهو يعد واحدا من أبرز الاكتشافات الأثرية التي تكشف لنا جزءًا من تاريخ المملكة في العصر البرونزي.
تفاصيل اكتشاف قرية النطاة
في مؤتمر صحفي عقد مؤخرًا في مركز المؤتمرات في الرياض، تم الإعلان عن اكتشاف قرية النطاة، وهو اكتشاف يعد من أبرز وأهم الاكتشافات التي شهدتها المملكة في الآونة الأخيرة.
ما يميز هذا الاكتشاف هو أنه لا يقتصر على العثور على أنقاض مدينة عتيقة فحسب، بل يكشف أيضًا عن تقسيم معمارى دقيق للمدينة. وتضم القرية حصنًا يحمي المدينة الداخلية، إلى جانب مدينة جنائزية، بالإضافة إلى سور حجري يبلغ طوله 15 كيلومترًا، كان يحيط بالقرية بهدف حمايتها من الغزاة.
تاريخ قرية النطاة
وفقًا للتقديرات الأثرية، يعود تاريخ قرية النطاة إلى الفترة بين 2400 - 2000 قبل الميلاد، وتستمر حتى 1500 - 1300 قبل الميلاد تقريبًا. ومن المتوقع أن يكون عدد سكانها قد بلغ نحو 500 شخص، عاشوا في مساحة تقدر بـ 2.6 هكتار. هذا الاكتشاف يشير إلى تحول كبير في نمط الحياة لسكان المنطقة من الانتقال من حياة الرعي إلى الحياة الحضرية المستقرة، مما يعد مؤشرًا على تطور المجتمعات في تلك الفترة.
هذا الاكتشاف يغير العديد من المفاهيم التي كانت سائدة، والتي كانت تقول إن المجتمع الرعوي هو النموذج السائد في جزيرة العرب خلال العصر البرونزي. ما يميز الاكتشاف أن هذه القرية الحضرية تظهر أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية كانت أكثر تنظيمًا وتعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا.
معلومات إضافية عن قرية النطاة
على الرغم من أن قرية النطاة اكتشفت في عام 2020، إلا أن معالمها لم تكن واضحة بالكامل في البداية. ومع استمرار الأبحاث والمسح في المنطقة، ظهرت معالم المدينة بشكل أكثر وضوحًا. تم اكتشاف هياكل معمارية توضح تخطيط القرية وطبيعة الحياة فيها. كان سكان القرية يعيشون في مساكن متعددة الطوابق، حيث كان الطابق الأرضي مخصصًا للتخزين، بينما كانت الأدوار العليا تستخدم للمسكن والمعيشة.
كما تبين الأبحاث أن سكان القرية كانوا يستخدمون الخرز في ملابسهم، ويصنعون الفخار ويتاجرون به. وكانوا أيضًا يعملون في المعادن، ويزرعون الحبوب ويربون الماشية، وخاصة الماعز والأغنام. هذه الاكتشافات تشير إلى أن النظام الاقتصادي والاجتماعي في القرية كان يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الماشية، مما يعكس نمط حياة مركب ومتقدم.
دلالة الاكتشافات على تطور الحياة في المنطقة
هذا الاكتشاف وغيره من الاكتشافات الأثرية في منطقة خيبر يدعم الفكرة بأن الحياة في جزيرة العرب خلال العصر البرونزي كانت أكثر تنوعا وتعقيدا من التصورات التقليدية.
فقد أظهرت قرية النطاة نموذجًا حضريًا يعكس التطور في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وكان لها تأثير كبير على فهمنا لمرحلة ما قبل الإسلام في تاريخ الجزيرة العربية.
يعد اكتشاف قرية النطاة في واحة خيبر من الاكتشافات الهامة التي تفتح آفاقًا جديدة لدراسة تاريخ العصر البرونزي في المملكة العربية السعودية.
هذا الاكتشاف ليس فقط مميزًا في جوانبه الأثرية، بل يمثل نقلة نوعية في فهم حياة المجتمعات القديمة في الجزيرة العربية. الهيئة الملكية لمحافظة العلا والمشروعات الاستكشافية مثل "خيبر على مر العصور" تواصل تسليط الضوء على تاريخ المملكة الطويل والمعقد، مما يعزز الهوية الثقافية ويساهم في إثراء المعرفة التاريخية للعالم.