إعلان جدة .. يضع حجر الأساس لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد العالمي
في ختام المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول "مقاومة مضادات الميكروبات" الذي استضافته المملكة العربية السعودية، تعهدت الدول الأعضاء في «إعلان جدة» بتحقيق الأهداف التي حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030.
إقرأ ايضاً:الداخلية السعودية تصدم: 20 ألف مخالف للأنظمة في أسبوع واحد ! اليك التفاصيلقرار ترامب الصادم: تأثيره على هواتف آيفون قد يفرغ جيوبكم ! تفاصيل هامة للسعوديين
وقد أثبت هذا المؤتمر، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، أن التعاون الدولي في مواجهة هذه الأزمة الصحية أصبح ضرورة ملحة، وسط التحذيرات المتزايدة من تأثير مقاومة الميكروبات على الصحة العامة والاقتصادات العالمية.
وخلال كلمته الختامية، أكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، أن «إعلان جدة» سيعزز الأجندة العالمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات عبر اتخاذ خطوات فعّالة تسهم في تحفيز العمل المستدام خلال الأعوام المقبلة. وأشار إلى أن الوقت قد حان لتحويل تلك الوعود إلى إجراءات عملية تعود بالفائدة على الجميع.
وفي خطوة تعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون الدولي، أعلن الجلاجل عن إنشاء مركزين جديدين في السعودية: الأول لتعزيز مبادرات "الصحة الواحدة" في مجال مقاومة مضادات الميكروبات، والثاني مركز إقليمي متخصص في تسهيل الوصول إلى المضادات الحيوية والخدمات اللوجيستية. الهدف من هذه المبادرات هو تحسين التعاون بين الدول وتقوية نظام التشخيص والعلاج في مواجهة مقاومة الميكروبات.
واحتوى «إعلان جدة» على التزامات أخرى مثل إطلاق "جسر التقنيات الحيوية" لدعم البحث والتطوير في حلول بيولوجية مبتكرة لمكافحة هذه المشكلة. كما أكد الوزير أن التزامات الإعلان تشكل الأساس لتفعيل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات، مشيرًا إلى أهمية تعزيز آليات الحوكمة والمراقبة، وتحفيز البحث العلمي، ورفع الوعي العام.
وتم خلال المؤتمر تعزيز الدور الفاعل للمنظمات الرباعية (منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان) في تقديم الدعم اللازم للحكومات لمكافحة هذه الأزمة الصحية.
وأعلن الجلاجل عن ترحيب المملكة بنقل استضافة المؤتمر المقبل إلى نيجيريا في عام 2025، مشيرًا إلى أن التعاون المستمر مع الدول الأعضاء من خلال آلية "الترويكا" (التي تشمل الدولة المستضيفة السابقة، الحالية، والمستقبلية) سيضمن استمرارية العمل على مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات حتى المؤتمر الوزاري الخامس في 2026.
من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الصحة العامة» في السعودية، الدكتور عبد الله القويزاني، إلى أن المملكة باتت مركزا رائدا عالميًا لمكافحة التحديات الصحية، وأوضح أن المملكة ستواصل مشاركتها لتوسيع تجربة "الصحة الواحدة" عالميًا.
وفي ختام المؤتمر، دعت المملكة جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بتعهداتها والمواظبة على تنفيذ الأهداف المحددة في الإعلان السياسي للأمم المتحدة حول مقاومة مضادات الميكروبات، في خطوة تهدف إلى تحقيق الأهداف المنشودة بحلول عام 2030، تحت شعار "من البيان إلى التطبيق".